الثلاثاء، 22 يناير 2013

Planetside 2

[ || ]
لعبة + منظور أول + أونلاين + عددٌ هائل من اللاعبين = لعبةٌ يمكنها أن يتم حبّها بالإجماع ، هذه المعادلة ستعني أنّك ستخوض هذه التجربة مع مئاتٍ من اللاعبين ، بدلاً من عدّةٍ منهم في آن، و لا تقوم بالإشارة لأي شيءٍ عن أسلوبِ اللعب. يبدو هذا ممتعاً ، أليس كذلك ؟ سنفترض أن النسخة الأولى من لعبة PlanetSideكانت على الأقل مشهورةً و تستحق جزءاً ثانياً على الأقل، و لكنها في الحقيقة واحدةُ من أكثر الألعابٍ “هدوءاً” فيما يتعلق بصدورها. فهذه اللعبة التي صدرت في عام 2003 كانت ذات فكرةٍ بسيطة للغاية: خلط نمط الأكشن الخاص بألعاب المنظور الأول مع أسلوب لعبِ ألعاب الأونلاين الضخمة، و هذا يلخّص الجزء الثاني باختصار ، لكن هذا الجزء قد قام بتوسيع هذه الفكرة. بعبارة أخرى، أصبحت اللعبة أضخمَ ، و أحسنَ ، و أفضل خَلَفٍ لخير سَلَف…

ربما توقعت أن لعبة Planetside 2 ليست لعبة أونلاين جماعية مشابهة لقريناتها التي تريد منك أن تنغمس كثيراً في أمور تتعلق بخلفيةِ هذه اللعبة و قصتها. الأمر برمتهِ هنا بسيطٌ للغاية ، فأنت ستلعبُ دور شخصٍ يختار من بين 3 أحلافٍ تنوي إحداها السيطرةَ على كوكبٍ اسمه Auraxis . يمكنك أن تكون من حلف Terran Republic الفاشي نسبياً ، أو من محبي الحرية كمقاتل في حلف New Conglomerate ، أو محارباً فضائياً يفضل استخدام التكنولوجيا مع حلفِ Vanu Sovereignty. و لكن هنا الأمو ستصبح مثيرة للاهتمامِ أكثر: في كل حلف يمكن أن يكون هنالك حتى 2000 لاعب يلعبون معاً في نفس الوقت! كلهم يمكن أن يشاركوا في المعركة إما كجنودِ مشاة، على مراكب برّية عديدة ، أو على متن طائرات أيضاً. الاستيلاء على هذا الكوكب سيتم منطقةً تلو الأخرى ، مما سيجعلُ الأمر ينطوي على استراتيجيةٍ معينة للهجومِ و الدفاع ، حيث ستتغير الخطوطُ الأمامية بشكل ديناميكي ساعة بساعة – تبعاً للفوزِ أو الخسارةِ التي تلحق بأي حلف…

هذه الأشياء التي يمكن أن تفكر بها عندما تنزل إلى ساحة الوغى ، حيث ستكونُ مساهماً في إحدى أكبرِ معارك الأونلاين التي ربما تكون قد رأيتها في حياتك. و عندها ستعرف الحقيقة: أن الحرب مكان أشبه بالجحيمِ ، حيث يمكن أن تٌقتَل على الفور و بدون أن يلحَظ أحدٌ وجودكَ حتى فيها. هذه اللعبة ليست بالتأكيد Call of Duty في العديد من جوانبها، حيث لن تقوم بإنقاذِ العالم وحدك. و لكن الساعاتِ الأولى من تجربتك مع هذه اللعبة ستعلمكَ خفض معاييرك و طموحاتكَ من أجل تحقيقِ أهدافٍ ممكنة ما استطعت. و كما هو متوقع من لعبة كهذه ، هنالك الكثير من أصناف الأسلحة “Classes” التي يمكنك اللعب بها ، و هنالك الكثير من القدراتِ الإضافيّة كي تفتحها خلال تطورك في سير اللعبة، و لكن ربما سيصيبك احباط كبير في البداية ، أشبه بالذي يصيب احباطَ طفل صغير يمر به كل أولاد الحارةِ حاملين معهم كل ما يشتهيه من مأكولات شهية و ألعاب جميلة ، بينما ستكون أنت تعيش في حالة كفافٍ آملاً أن يكون لديك ما معهم يوماً ما…

أياً كانت المعوقاتُ أو مشاكلُ هذه اللعبة ، فحجمها و ضخامتها ستجعل منها لعبةً جذابة مهما كانت نظرتك تجاهها. التصاميمُ في هذه اللعبة تبدو عادية ربما ، و لكن جودةَ الرسوم بشكل عام ستجعل من السماءِ الشاحبة و من مشاهدِ التفجير المتناثرة في كل مكان تبدو كلوحة رائعة ككل. بالنظر إلى عدد المركبات الكثيرة في سلسلة Battlefield ، فهي المثال الأقرب للمقارنة ما بينه و بين ما يوجد في هذه اللعبة ، و لكن هذه اللعبة ليست مهووسة في محاولة محاكاة الواقع. بمعاييرَ صارمة ، القتال في هذه اللعبة لا يرقى لمعايير الألعاب الأفضل في هذا النمط. التحركات و التصويب ليست في وضعها الأمثل (ربما الجاذبية أقل على كوكب Auraxis ؟ ) و ليس هنالك أي شيء مبتكرٍ فيما يتعلق بالأسلحة و الدروع…

بما أن هذه اللعبة ضخمةٌ للغاية ، حيث أنها قد تتسعُ ل 19999لاعباً في آن واحد ، فلا يجب التحدث عن مشاكلِ البطء و عدم استجابةِ الاتصالِ بالشكل الأنسب و إعارتها انتباهاً كبيراً. بالطبع اللعبة ليست غبية أصلاً لتضع كل هؤلاء اللاعبين في آن واحد ، و لن تجد غالباً أكثرَ من 50 لاعباً في بقعة واحدة ،و لكن بما أنها لعبةُ عالم مفتوحٍ فلا توجد هنالك غرف لاعبين أو مضيفين لتنضم إليهم في لعبتهم. يمكنك أن تنضم للعبة مباشرة ببساطة، و لكن إذا أردت أن تتجول و تتدرب على استخدام دبابة مثلاً ، فهذه اللعبة لا تمانع ذلك…

ربما أكثر ما سيفاجِئكَ في هذه اللعبة هو كرم الشركة الناشرة لهذه اللعبة (و التي هي جزء منفصل عن Sony Computer Entertainment ، لذا فنسخة المنصة على البلاي3 ليست مضمونة الصدورِ أصلاً) ، حيث أن هذه اللعبةَ مجانية!!! أجل مجانية ! و توجد هنالك القليل من الأشياء التي يجب أن تدفعَ المال مقابل شرائها. شراء الأسلحة الإضافية و التطويرات من متجر اللعبة مكلفٌ للغاية ، و لكن اللعبة لن تجبرك على أي من هذه الأمور للاستمتاع بها…

بغض النظر عن مشاكلِ البطءِ و عدم مثالية القتالِ بالأسلحة ، فأكبر مشاكلِ هذهِ اللعبةِ هي أنها ستصدمكَ في البدايةِ بما أنها لا تشرحُ لك أي شيء عن كيفية قيامكَ بدور مؤثرٍ فيها. من الواضح أنك لا يمكن أن تحققَ أيّ شيءٍ في هذه اللعبةِ بدون أن تنظّمَ نفسك لتلعب بشكل جماعيٍ مع الآخرين، و لكن اللعبة ستجعل تمييزَك ما بين حلفٍ و آخر صعباً للغاية بغرابة شديدة. في الحقيقة ، الواجهةُ العامةُ و واجهة المستخدم سيئة للغاية ، بدون أي شرح أو تدريب يذكر. هذا الأمر سيتمُّ حله من قبلك في الأشهرِ القادمة ، و لو تمت عملية تحويلك من جنديّ غر إلى مقاتلٍ فاعلٍ بشكل أبسط ، لكانت هذه اللعبة الأولى و حجرَ الأساسِ الذي يجب تحذو جميع الألعاب من هذا النمط حذوهُ ، لكنها بوضعها الحالي من ألعاب الأونلاين الضخمة و المفضلة من قبل الكثيرين.

لا تعليق

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة